نظمت الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA) بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية (HCENR) ورشة عمل وطنية بعنوان “خرائط الحساسية والهشاشة في الساحل السوداني“، وذلك خلال الفترة 24–25 أغسطس 2025م بمدينة بورتسودان – جمهورية السودان.
تأتي أهمية خرائط الحساسية باعتبارها أداة استراتيجية تسهم في تحديد البيئات والموارد البحرية الأكثر عرضة للتأثر بالمخاطر الطبيعية والأنشطة البشرية، مثل الانسكابات النفطية والتلوث البحري وغيرها من التحديات البيئية. وتشكل هذه الخرائط قاعدة معرفية متكاملة لدعم التخطيط السليم وصنع القرار، كما تعزز من قدرات الاستجابة للطوارئ وتخفيف آثار الكوارث البيئية المحتملة.
هدفت الورشة إلى تعريف المشاركين بمفهوم خرائط الحساسية وأهميتها، إضافةً إلى التدريب العملي على طرق إعدادها للموارد البحرية الحساسة على طول الساحل السوداني.
افتتحت الورشة الدكتورة منى علي، الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية، حيث أكدت في كلمتها على أهمية حماية البيئة البحرية من التلوث والأنشطة البشرية الضارة، مشيرةً إلى الدور الحيوي لخرائط الحساسية في التخطيط لمكافحة التلوث البحري واتخاذ القرارات السليمة في حالات الطوارئ، فضلاً عن دور المجلس في صون البيئة البحرية والساحلية.
شارك في الورشة نحو 40 متدرباً يمثلون مختلف القطاعات الحكومية والجهات ذات الصلة، من بينها: المجلس الأعلى للبيئة، محطة أبحاث الأسماك، كلية علوم البحار، إدارة مصايد الأسماك، معهد الأبحاث البحرية، حماية الحياة البرية، خفر السواحل، القوات البحرية، مفوضية الحدود، جامعة الخرطوم، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني وقطاع الصيادين وغيرها من الجهات الأخري.
اتسمت الورشة بالطابع التفاعلي، حيث شملت جلسات تعريفية تناولت المفاهيم النظرية لخرائط الحساسية وأهميتها في إدارة البيئة البحرية، إلى جانب تدريبات عملية على إعداد الخرائط بالاستفادة من أمثلة واقعية من الساحل السوداني. كما تضمنت الورشة محاكاة تطبيقية لآليات الاستجابة لحوادث التلوث البحري باستخدام خرائط الحساسية، شملت تحديد مواقع البيئات الحساسة، وأماكن وضع معدات وأدوات الاستجابة، بالإضافة إلى مواقع تجميع النفايات.
خلصت الورشة إلى عدد من المخرجات والتوصيات، أبرزها:
- ضرورة تكرار عقد ورش العمل التدريبية لتعزيز المعرفة العملية وترسيخ المهارات المكتسبة.
- تمكين الكوادر الوطنية من إنتاج خرائط حساسية دقيقة وفعّالة تدعم خطط إدارة البيئة البحرية.
- تعزيز التنسيق بين المؤسسات الوطنية ذات الصلة لتوظيف خرائط الحساسية في عمليات التخطيط وصنع القرار.
- إنشاء قاعدة بيانات وطنية لخرائط الحساسية يمكن تحديثها دورياً وربطها بآليات الاستجابة للطوارئ.
