كلمة من الأمين العام:

لقد جاء انشاء الهيئة بموجب اتفاقية جدة 1982م كتعبير صادق عن إرادة الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في الحفاظ على البيئة البحرية والساحلية في الإقليم، ومنذ إعلانها ككيان رسميً بموجب إعلان القاهرة 1996م تُمثلُ الهيئةُ الإقليميةِ (PERSGA) نموذجاً ناجحاً للتعاونِ العربي المشترك، حيثُ استمرَ التنسيقُ والتعاونُ بين دولِ الإقليمِ والعملِ كأسرةٍ واحدةٍ وبدونِ أيّ توقف، و قد حققت خلال مسيرتها العديد من الانجازاتُ الهامة في الحفاظِ على البيئة البحريةِ في المنطقة والذي أشارت إليه نتائجُ تقريرِ الوضعِ الراهن للبيئة البحرية  في الاقليم والذي أصدرتهُ الهيئةُ مؤخراً وتم فيه استعراض حالة المؤشرات والتطوراتِ التي طرأت على الوضع البيئي للبحر الأحمر و خليج عدن على مدى العشرين عاماً الماضية.

ومنذ مارس 2020، فرض انتشار جائحة كوفيد-19 العالمية إجراءات طارئة غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم فيما يخص التدريب وبناء القدرات والمسوحات الميدانية، وبالرغم من ذلك استطاعت الهيئة التكيف مع هذه الظروف الاستثنائية، واستمرت في تنفيذ البرامج الإقليمية، والتعاون مع المنظمات الدولية الشريكة، والتواصل المستمر مع الدول الأعضاء، حيث قامت الهيئة بتفعيل العمل المكتبي الملائم متى ما أمكن ذلك، وتنشيط العمل عن بعد عبر تطبيقات الاتصالات المرئية في عقد البرامج التدريبية لبناء القدرات الفنية في الإقليم، وتنظيم الاجتماعات الفنية والتنسيقية والتواصل مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية الشريكة، وإصدار التقارير الفنية والمطبوعات، والكتيبات والأفلام والمواد التوعوية بانتظام.

ومن ناحية أخرى، فقد قامت الهيئة من خلال مركزها الإقليمي للمساعدات المتبادلة في الحالات الطارئة (إيمارسجا) بالغردقة بتقديم مساعدات فنية حول التصدي لعدد من حوادث التلوث بالزيت في الإقليم، حيث تم ذلك بالاستفادة من تطبيق أحدث البرامج الخاصة بنمذجة إنتشار بقع الزيت وتوقع مسار انتشار التلوث، مما ساعد في خطط الاستجابة الميدانية العاجلة في حال وقوع أية حوادث تسرب نفطي في المنطقة.